dimanche 25 novembre 2007

الغير

تقديم:أصول الإشكال
يرجع بنا تأسيس مفهوم الغير، في صورته الأولية، إلى الفلسفة اليونانية التي كانت فلسفة يغلب عليها الطابع الأنطولوجي في تحديد مفهوم الغير..، فكان مفهوم الهوهو هو المعيار المسيطر على الفكر اليوناني في تحديد كل كينونة أو تميزها عن غيرها، وسيصوغ أرسطو هذا المفهوم صياغة منطقية في شكل مبدأ الهوية (أو الذاتية). ومعنى ذلك: إما أن يكون الشيء هو هو، وإما أن يكون مخالفا لذلك. فهو بالنسبة إلى كينونته هوهو، وبالقياس إلى الغير مخالف له.. وهذا يفسر قيام الفلسفة اليونانية على كثير من التقابلات : كاللوغوس في مقابل الميتوس/ الإثبات في مقابل النفي/ البارد في مقابل الساخن (الحار)/ الإنساني في مقابل الإلهي/ ...الخ .ولما كان الفكر الفلسفي اليوناني يقوم على نوع من النزعة القومية (اليونان في مقابل الشعوب الأخرى) ؛ فإن إشكالية الغير كأنا متميزة عن الأنا الفردية لم تظهر إلا مع الفلسفة الحديثة.
فكان ديكارت أول فيلسوف حاول إقامة مفارقة بين الأنا الفردية الواعية وبين الغير ؛ حيث أراد ديكارت لنفسه أن يعيش عزلة إبستيمية، رافضا كل استعانة بالغير في أثناء عملية الشك. فرفض الموروث من المعارف، واعتمد على إمكاناته الذاتية، لأنه يريد أن يصل إلى ذلك اليقين العقلي الذي يتصف بالبداهة والوضوح والتميز... فوجود الغير في إدراك الحقيقة ليس وجودا ضروريا، ومن ثمة يمكن أن نقول : إن تجربة الشك التي عاشها ديكارت تمت من خلال إقصاء الغير... والاعتراف بالغير لا يأتي إلا من خلال قوة الحكم العقلي حيث يكون وجود الغير وجودا استدلاليا... وهذا ما يجعل البعض يعتقد بأن التصور الديكارتي يقترب من مذهب الأنا وحدي Le Solipsisme .
وقد تجاوز هيجل هذا الشعور السلبي بوجود الغير، لأنه رأى أن الذات حينما تنغمس في الحياة لا يكون وعيها وعيا للذات، وإنما نظرة إلى الذات باعتبارها عضوية. فوعي الذات لنفسها ـ في اعتقاد هيجل ـ يكون من خلال اعتراف الغير بها. وهذه عملية مزدوجة يقوم بها الغير كما تقوم بها الذات. واعتراف أحد الطرفين بالآخر لابد أن ينتزع. هكذا تدخل الأنا في صراع حتى الموت مع الغير، وتستمر العلاقة بينهما في إطار جدلية العبد والسيد. هكذا يكون وجود الغير بالنسبة إلى الذات وجودا ضروريا..
مما سبق يظهر التناقض الحاصل بين التمثلين الديكارتي والهيجلي ؛ ففي الوقت الذي يقصي فيه ديكارت وجود الغير، يعتبره هيجل وجودا ضروريا. وهذا يتولد عنه السؤال التالي:هل وجود الغير ضروري أم غير ضروري ؟
المحور الأول:وجود الغير
الآخر بوجه عام هو كل ما سوى أنا أما الغير فهو الآخر من الناس أي الأنا الآخر منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا بل بوصفه أنا وينتج عن هذه الدلالة الفلسفية أن الغير هو في نفس الوقت آخر وليس آخر مخالف أو مطابق,أنا ليس أنا و آخر مثلي.
تعتبر إشكالية الغير إشكالية فلسفية حديثة تقع بدايتها في التحديد في فلسفة هيغل ونعود من حيث الموقف الفلسفي الذي نشأت ضده إلى فلسفة الذات أو الأنا عند ديكارت ففي المقابل الذي اعتبر فيه ديكارت أن وجود الغير مجرد وجود افتراضي واستدلالي وقابل للشك .نجد هيغل يؤكد على أن وعي الذات لذاتها لا يمكن أن يتم عبر الغير .فهل وجود الغير إذن ضروري أم غير ضروري؟كيف يتحقق وجوده؟وهل يمكن أن أشكل معرفة عن الغير ؟وإذا أمكن ما الذي يمكن معرفته فيه وأخيرا ما طبيعة العلاقة التي تربطني به هل هي علاقة التقاء و تواصل ’أم أنها علاقة غرابة و إقصاء؟

للإجابة على هذا الإشكال ينطلق سارتر من إثبات أن الغير يوجد وجودا مزدوجا يتمثل الوجود باعتباره شرطا لإدراك ذاتي ووسيطا يحول بيني وبين نفسي فأنا أنطلق من الآخر لأشعر و أتحقق من وجودي ويمثل لذلك بالخجل المتولد عن نظر الأخر نحوي فأنا أشعر بالخجل عندما أتبدى للغير فظهور الغير يصبح بمقدور الأنا أن تصدر أحكاما على نفسها كما يصدرها على باقي الموضوعات فأنا في حاجة إلى الغير لأدرك إدراكا كاملا كل بنيات وجودي إلا أن الوجود الذي يحققه الغير باعتباره وجودا إيجابيا يعكس بالمقابل في نفس وضعية الخجل فإذا كان الخجل دليلا على وعي بوجودي فإنه في المقابل يثبت حقيقة نظرة الغير اتجاهي بحكم طبيعتي كذات حرة ومسؤولة فالغير حينما يثبت وجوده فإنه يحد من حريتي ويمكن أن أحس بالضيق والغضب إزاء هذه النظرة وأنا حينما أعتبره وسيطا في معرفة ذاتي فإنه يباشرني باعتباري موضوعا أي أن إخضاع الغير لي للمعرفة أو لنشاط الأنا أفكر فإنه يتضمن سلب معاني الذات والأنا والإرادة والحرية وبذلك فوجود الغير يحمل ازدواجا لأنه يفقد الأنا مقوماتها كوعي وحرية ونفس الشيء يصدر عن الأنا في علاقته بالغير .إذ أن كلا منهما يشيئ الآخر ويلاقيه كذات ويقتل حريته.
هذه الأطروحة التي تؤكد وجود الغير وأهميته بالنسبة للأنا سيطورها هوسرل الذي سيعمل على قلب الكوجيطو الديكارتية"أنا أفكر إذن أنا موجود"إلى قوله" عندما أفكر فأنا أفكر في شيء ما " إذ لاينفي هوسرل خاصية العقل الإنسانية إلا أنه عندما أفكر فإني لاأفكر في فراغ فعملية التفكير تقتضي حضور أنا آخر أي غير باعتباره ذاتا يوجد في العالم كباقي الموجودات فأدركه عن طريق سلسلة التجارب المتغيرة والمنسجمة التي تتمثل في إدراكي للعالم تجربة العالم وفي تعالقها بالغير تجربة الآخرين وبهذا فإن وجود الغير يتحقق باعتباره ذاتا تختزل تجربته وتجربة العالم وتجارب الآخرين الذين يشملهم هذا العلم وعندما أفكر فإنني أفكر في العالم بما يشملهم من ذوات وما يتمثله من الآخرين من تجارب كما أدرك باقي الموضوعات
إن هذا التصور الأمبريقي (الذي يمتلك بالتجربة المباشرة)سيعمد ميرلوبونتي إلى تطويره مستندا على نقد مثال النظرة الذي يعمده سارتر في عرض موقفه لأن نضرة الغير في نظره لاتحولني إلى موضوع كما لاتحوله نظرتي إلى موضوع إلا إذا انسحب كل واحد إلى طبيعته المفكرة وجعلنا نظرة بعضنا البعض لا إنسانية وأنه إذا شعر كل واحد منا بأن أفعاله بدلا من تتقبل و تفهم تخضع للملاحظة فنضرة الغير لاتولد الشعور بالضيق إلا إذا حلت محل تواصل ممكن
وبالمقابل فإن ميرلوبونتي يِؤكد أن وجود الغير يتحقق في ذاته باعتباره جسدا موضوعا وباعتباره أنا واع يتجاوز المعرفة الموضوعية التشييئية إلى تبادل الآخر الاعتراف بكونه أنا له فرديته ووعيه وحريته كيفما كان وجود الغير وتحققه فإن وجود الغير ضروري وحتمي يجعل من العلاقة بينه وبين الأنا علاقة مركبة تستلزم معرفة بالغي
فهل يمكن معرفة الغير؟وإذا أمكن فما نوع المعرفة المتحققة؟
المحور الثاني :العلاقة بالغير
إذا كان ميرلوبونتي في رده عن إشكال معرفة الغير يثبت استحالة معرفته فإنه اعتمادا على تأملاته ودراساته للتحليل النفسي و السيكولوجية يؤكد على أهمية الاعتراف بالغير والحفاظ على خصوصيته كغير مختلف ,مع احتضانه و التعايش معه
فهو حين ينتقد مثال النضرة الذي قدمه سارتر فإنه ينطلق من اعتبار تلك النضرة إقصاء لخصوصية الأنا واعتبارها نضرة مجهريه نلاحظ بها الذات مثلما نلاحظ أفعال الحشرة فالعلاقة المعرفية الموضوعية التشييئية للغير هي نتيجة للنظر إليه من موقع الأنا أفكر أو العقل ونشاطهما القائم على التجريد والتقسيم والحساب و الكم والاستدلال و هذه الوضعية يمكن تجاوزها عندما يدخل الأنا و الغير في علاقة الاعتراف المتبادل فإذا صادفت شخصا لم ينطق بكلمة فإني أعتقد بأنه يعيش في عالم أخر وبمجرد أن ينطق بكلمة حتى ألج المجال الذي يبرز فيه صوته وأفكاره "إن النظرة لا تولد الشعور بالضيق إلا إذا حلت محل تواصل ممكن "
على اعتبار أن اللاتواصل موضوع عن التواصل واللاتعاطف يعلق التواصل و لا ينفيه وبهذا فمرلوبونتي يؤكد على ضرورة فتح قنوات الحوار مع الغير والتواصل معه وعدم اعتباره موضوعا قابلا للإقصاء .
ينطلق هايدجر في تحديده للعلاقة بالغير من اعتباره أن الأنا (الإنسان) يوجد وجودا مشتركا مع الغير وباقي الكائنات الحية الموجودة فهو يوجد في العالم وجودا مع أو أيضا باعتباره ليس وحيدا أي ليس باعتباره وجودا هنا وجودا خاصا ليثبت أن العالم الذي يوجد فيه هو دائما الذي نتقاسمه مع الآخرين فإذا كان الآخرون يختلفون عن الذات الشيء الذي يمكن من إدراك تعارض الغير و تميزه فإنهم في أن الوقت يلتقون انطلاقا من العالم الذي يبقى وفقه الوجود وجودا منشغلا باعتباره لقاء داخل العلم الحيوي دون البحث وراء التفسيرات في بقاء الغير نظريا فالعلاقة بالغير علاقة ملموسة متحققة عبر الالتقاء
أما جوليا كريستيفا تحدد الغريب في مفهومين أساسين ؛ أحدهما ذلك الذي يفيد الافتقار إلى حق المواطنة. وهذه دلالة حقوقية تحاول بها الجماعة أن تمنع انحشار الغير الغريب في شؤونها الداخلية. وهذا في اعتقادها تعريف سطحي للغريب، لأنه هو تلك القوة الخفية التي تسكننا جميعا والتي تعبر عن التناقضات والاختلافات الداخلية التي غالبا ما يتم السكوت عنها، لأن هذا الغريب " يجعل ال"نحن" إشكاليا وربما مستحيلا إ". إن الغريب إذن يوجد فينا، "إن الغريب يسكننا على نحو غريب ".
ومن هذا المنطلق تكون الغرابة شعورا قد يدفع الأنا (الفردية والجماعية) إلى إقصاء الغير أو تدميره أو الشعور بالعدوانية تجاهه أو على الأقل مقابلته باللامبالاة والتهميش... إن الدوافع نحو الغريب هي في الغالب دوافع سلبية... إنها تلك المواجهة الدائمة التي تؤدي إلى إذابة الاختلاف لصالح الذات، وقد كان آخر ما التجأت إليه المجتمعات الغربية في إقصاء الغير هو الاستعمار والاستيعاب الثقافي. هكذا أصبحت "عملة الغيرية" عملة مفقودة. وهذا فيما يرى جيوم وضع لابد من القضاء عليه. حيث لابد أن يعيش كل "كائن مبدأ نقص وعدم كفاية"، لأن الشعور بالنقص يولد بالضرورة "الغيرية الجذرية". فالاحتفاظ بهوية الغير ينعش وعي الذات لنفسها. وهذا يستدعي ـ حسب ليفي ستروس ـ احتفاظ الكل بهويته الثقافية، ويجب القضاء على أسطورة التفوق القومي القائمة على اعتبارات إتنية كالتي نلمسها في بعض الطروحات الإستشراقية (عند إرنست رينان مثلا) أو الأنتروبولوجية (عند ليفي برول
هكذا يتضح أن الغير ضرورة متداخلة وحقيقة الشخص والوعي ولايمكن أن نتصور وجودا تكون فيه الأنا أساس الوضع البشري وإذا انطلقنا من افتراض لو أن الوجود فيه أنا وحدي فإن هذا الافتراض لا محال سيقودني إلى التفكير في جعل الموضوعات غيرا
.

mardi 7 août 2007

torpezas literarias

torpezas literarias

cuando los malos narradores saben qué hacer con un personaje,losuicido sin piedad y sin arte.mi autor debe ser un desastre


Armando José Sequera

مرتيل..بياض و مركبة مهمله الشاعر معتصم العلوي من ديوان الأبيل

مرتيل

إلى أي لون أرفع هذا البياض
أرصفة تنحدر وأجراس لا تتسع لوداع جديد
حقيبة تحجز انكسارها،
ترتدي كل ذهاب ابتسامتها المالحه،
وأنا مائل الوقع، مائل الوجه لضوء انمحاء،
أعلق صمتي على قطرات،
أفتش للأم عن اسمها عن بقايا شتاء بنرجسة عائمه،
أحوال عبر انتشار
وعبر سكون انحدار، غناء البياض ولو مرة واحدة،
أحاول بدء ابتهال فيعصف بي الفجر مئذنة نائمه
مرتيل تنام في وقع انتماء،
تسافر بي في اتجاه المرايا،
تعاند في صرختي، وتريني الهدايا لأحكي لها عن نضار الأبيل،
تراني كما كنت صمتا هناك
فتوميء لي بانسدال جميل،
تقول تعال إلى حيث أذكر فيك العنادل والمستحيل،
تقول: تعال انتظر خلف هذا المساء بحزن نبي وأفق اغتراب فينوس
ستأتي بكل القصائد من زورق وبياض، أصدق كل الملامح في وجهها،
أشد إلى لغتي شعرها كي أنام بها مرة ثانيه،
يطول انتظتري،
أصدق في الماء....توميء لي ساقيه
تقاسمني خطها للبحار،
تحدثني...
عيونا، توقفت كي تصلي رحيلي القديم،
نجوما توهج ليلي بها واعتراني الشراع نديم،
الوجود تمام أمل/غادرت دفء السواقي خرجت
لأبحث في الصبح عن قهوة وجريده،
ولما ابتعدت وجدت فينوس تعانق وردا لها بالحديقه،
أشعلت الشموع التقطت الصور،
همست بحظ سعيد
بعمر طويل لهذا القمر،
مرتيل تصلي النوافل في شاطيء وتقول بأن البياض له لون هذا الصباح،
تعاند في كحلها،
تودعني في المساء وفي يدها باقة من ضياع وماء،
تسبح كل جنون لنا كي تظل الزهور زهوري بها
الرصيف سؤالا لها والوداع لقاء،
تودعني في اشتهاء هنا كنا نمضي
تقرب بين لغات الرمال وجزر،
نشاهد كل غروب شروق اعتذار لمدة بحر ونسكن مركبة مهمله،
نتيه الشتاء بها نفتش عن صباح جميل وعن صخرة المرحله،
نقرب بين السنابل والمستحيل،
بين السحاب ونرجسة نائية/تنام وفي الصبح توقظنا ساقيه،
أبا قاسم أتمر كما كنت يوما تمر لتسحبني من بقايا بياض،
أتوقظني في الصباح لنغسل نخلا لنا
لنمزق ألف قميص لهذا الحداد،
نتيه معا،
ننام معا،
نعود معا،
سناء توظب كل الكؤوس على شكل جفن وتنثرنا في انتماء جميل،
تشاركني الآن هذا البياض وخط الرحيل،
كأني بها من أمل يضيع شراعك يوما إذا ما اشتعل
مرتيل كما شئت أمسح هذا البياض،
أعود به في سكون الحقيبه
أغطي مساحاته بالأغاني البعيده،
أنبت في دمعتي وبين عيونك أترك لي نافذه،
أحاول ملء البياض ولو مرة واحدة.
أحوا... أحوال
وكل الحروف تؤدي لبابل
مرتيل إذا غنى قصيدته واشتهى لي انتماء،
أقول أجيبك فيك
ومنك الولادة والابتداء،
أقول أحبك فيك ومنك
بياض ومركبة مهملة
أقول فيك ومنك سأبعث هذا الصفاء

vendredi 13 juillet 2007

ترجمنا لكم



وددت

وددت بأن القلب شق بمدية
وأدخلت فيه ثم أطبق في صدري
فأصبحت فيه لا تحلين غيره
إلى مقتضى يوم القيامة و الحشر
تعيشين فيه ما حييت فإن أمت
سكنت سفاق القلب في ظلم القبر

ابن حزم
طوق الحمامة

quisiera


quisiera,con un cuchillo
rajar mi corazon,
meterte dentro y luego
volver a cerrar mi pecho
para que estuvieras en él
y no habitaras en otro
hasta el dia del juicio
y de la resurreccion.


Abenhazm
El collar de la paloma

تمثاله هذا في قرطبة اماب باب اشبيلية

jeudi 12 juillet 2007

مقتطف من مداخلتنا حول جمالية الشعر العربي الحديث



تتسم القصيدة المغربية بمجموعة من الخصوصيات التي جاد فيها النقد الشعري المغربي بالعديد من المقاربات ،فدخل القصيدة بعض منها ولم يلجها البعض الآخر،فبقيت القصيدة المغربية إما حبيسة التأريخ أو رهينة المعرفة،ولعل الممحصين لتجربة النقد الشعري أن يعدو نماذج قليلة لا تعدو بهم إلى اخرى،بحكم ارتباط نقد الشعر على امتداد الزمن بالكلام خارج النص و خارج المعرفة الشعرية حينما يتبدل سؤال النص بسؤال التاريخ..............إن للشاعر و الناقد ذاكرة ومن الوهم ان ندهب مدهب الغلاة من النقد الشغري المغربي إلا ان القطائع المائزة بين التأريخ و جمالية النص الشعري المغربي تكاد تجعل من الداكرة نسيانا و إجحافا للقصيدة المغربية

فهل نملك فكاكا نقديا عند تذكرنا للتحقيب باعتبار النص الشعري نصا تاريخيا؟وهل عندها يصير بالإمكان أن نتحرر من قيود لغة الحضارة و اليات اشتغالها منذ عهود موغلة قصد الذهاب و النزوح إلى كينونة الذات؟و هل يتيسر لنا الإبتعاد عن الموجه الإجناسي للقصيدة المغربية؟و إذا انضبط وعينا الثقافي فكيف يمكن للاوعينا النقدي أن ينصرف إلى إعادة النص الشعري على اختلافه إلى الأنساق؟
هذا إشكال حضاري لا يتصل بقراءة النص الشعري المغربي بقدر ما يتصل بالمؤسسة الثقافية المغربية و بالمعرفة التي تتداولها و بالاشكال الجمالية التي تقوم بتصريفها ثم بالأنماط التفاعلية الناجمة عن تنشئة النقد في علاقاته بتاريخ النص لكن ليس بعيدا عن ثقافة الشعر


تضم الصورة من اليمين إلى اليسار الأساتذة المشاركين :الأستاذ مصطفى الغرافي،الاستاذ الخراز المعتمد،الأستاذ الدكتور المعادي،الأستاذ الدكتور الّّذي شاركنا التاطير عبد الرحيم جيران و الأستاذة مسكين ابتسام

mercredi 11 juillet 2007

الدم و الكلمات قراءة في رمزية المرأة و عنفوان الكتابة






صدر للقاص المغربي أحمد المخلوفي مجموعة قصصية بعنوان دلائل العجزتضم عشر قصص يتصدرها النص القصصي دلائل العجز الذي تقتبس المجموعة عنوانهاو تحفل المجموعة بنص أخر بعنوان الدم و الكلمات الذي ينطلق من قلق السؤال عبر مقطع يسائل فيه السارد الكاتب
و لحساب من تود تقديمها لقارئ مستهلك مسكين لقارئ ضمني تتوقعه لهاثا حاميا يجري وراء جمال متوهم حتى إدا جاءه لم يجده شيئا .لقارئ ناقد متعجل ما أسهل ان يقف بصفحاته النقدية على حدود خطواتك فيرمي ستار كعبتك ليحطم مرايا أوهامك الندية التي استفتحت بها صباحيتك (الطفل ص33
ما كان بالسهولة ولوج دلائل العجز حين تمازج فيها الواقع بالتخييل و تسابقت فيها الأشكال
المضامين و انطلقت من اللازمن لتدشن زمن الأحداث ومن اللامكان لخلق الأمكنة
و ما كان الجمال متوهما أو مستترا حتى إذا ما جبت بأفكاري النقدية وجدتها في البدء أفكارا و الأفكار في تمثيلها جمل و الجمل كلمات في حين كانت هي المرأة التي اجتاحت اللامعقول العرف فانبثقت عن تناغم المرأة و الكلمات ا لدم و الكلمات
مرأة هذه القصة ،سعاد طالبة جامعية مشدودة بوصايا الأسرة منفلتة إلى تلك الرغبة الدفينة المنعتقة من نهايتها المحتومة ،زواج يضمن خلفها زغاريدا و مواويلا و طبولا لتبلغ لجها العميق الدافئ المزروع بالدم و اللذة و الولادة
هكدا تنحو المرأة ببساطتها و نمطيتها نحو الانبثاق ،إلا أن سعاد لم تكن نمطية و استبقت النهاية فغيرتها حين أعلنت بانتظارها حضور الكاتب على المنصة التاريخية للاحتفاء بمجموعته القصصية الأولى
تنتظر كعادتها وتسبح بنا في في بحور الذكرى ،نسيان الزمن ينفلت إلى دواخلها ليجتاج بها لحظات اللذة،الشهوة نإلى عوالم الكاتب المرصودة ،حركة و إحساس و لحظات عطف و ولوج ثم دم يردف ،ما كان الكاتب ملاكا حين ساوق هواه هواها،وحين أصبحت سعاد مجرد كلمات تحرق المرصود،اغتصاب لم يدفع فيه الكاتب لا مقدم مهر و لا مؤخر
،وبقيت سعاد قصة شريط تدمدم فيه كلماتها المبتورة
هذا هو كاتبكم الطفولي النبوئي .............الثوري.......هذا هو كاتبكم الذي حملني بلغته الحالمة إلى تخوم سماواتي حتى إذا أحببته حبا تجاوزت به حد الحب نفسه،دفعتني محبتي.........فتحول الطفل الريءالحالم بشغب الفطرة و السؤال إاى نسر جائح بعينين حادتين،ومخلبين فاتكين،وراح يمتص زلال غصناي الأبيضين بشهوة عارمة حارقة كأنه كان كبت قرن مختوم أزيل عنه الختم الرصاص لاول مرة ففجر في جسدي ثم انفجر...القصة ص 61
تنتظر سعاد،وتتشوق لمعرفة مضمون قراءة الكاتب ليعلن أحد منظمي اللقاء أن القاص قد مات
تنبني القصة على دينامية تتحول فيها الذات الى موضوع و الموضوع إلى ذات،ذات الكاتب ورغبته في امتلاك موضوع المرأة لتتم الهيمنة و يتم الحصول على الموضوع لتصبح البنية السردية الثانية مرتكزة على رغبة الذات المرأة في الهيمنة على موضوع قراءة الكتابة،إلا أن الاتصال لن يتم بسبب وفاة القاص أي ضمنيا غياب الاتصال
بين الحضور و الغياب،وتمازج الحركة حين يتصل الجسد بالروح وضبابية الصمت حين ينفلت من يدها وجود الكاتب
تتداخل الأبعاد الدلالية للكلمات،وتؤتثها التناصات المبنية على لغات السنما (الشريط السنمائي الذي اختارته سعاد)و مشهد قصة شهوة الصقر في محاكاتها لصورة الكاتب الطفولي الملاكي،الذي صار شيطانا يغري،يتطاول،يلج،يغتصب،يختفي ثم ياتي خبر وفاته
معجم جنسي،يتساوق و لحظة اللذة و يمارس وظيفة دلالية للكشف عن عنفوان في الكتابة وعنفها في الرمزية و الدلالة،فلعل المرأة (سعاد) ما كانت إلا أن تكون كتابة يأملها الكاتب بأنفاس صامتة،دون أن يلمسها و دون أن يلج عوالمها،إلا أن تشهق الكتابة بكلمات،وحركات جسدها ،لتثير شيطانية و إلهام الكاتب فيلجها في فعل و حركة يكون الابداع اثناءها في لحظة تولد ،فتزاوج الروح الجسد،كما يزاوج المضمون الشكل و المعنى يناغم المبنى فتبلغ شهوته حدها ليغتصب الكاتب شرعية الكتابة بدون مقدم و لا مؤخر لتعلن انبثاق الكلمات و يتولد النص القصصي.فيغادر الكاتب موطنها،وينتظر القارئكما تنتظر المرأة عودته لقراءتها من جديد إلى أن أعتن خبر موت الكاتب ترميزا أن القصة هذه المرة اكتملت،فموت الكاتب في رمزيته يتضمن تحقق الابداع ولكل قصة كاتب لايعاود الظهورفي القصة التي تليها
ثنائيات( الكتابة/المرأة)،(الشيطان/الالهام)،(الطفل/الكاتب)،(الحركة/تولد النص)،(الصمت/التأمل)الاغتصاب/الابداع)،(الاسرة/الخصائص الفنية)،(الشهوة/التحرر و التخلص)،(الموت/التحقق)،الرحيل في دلالته على العودة
تتشاكل هذه الثنائيات و تستلهم جماليتها من توظيف الكاتب للغة العربية الفصيحة غير الراضخة للهجة العامية المتساوقة لأبعادالكتابة و عنفوانها
لقد حاول القاص أحمد المخلوفي من خلال توظيفه الثنائي المتضمن للاحداث،الأزمنة أن يخلق دينامية إبداعه القصصي و الذي حددناه سبقا في علاقة ارتباط الذات بالموضوع.تكامل وإضفاء البعد الرمزي للقصة أسهم بجلاء في جمالية النص القصصي دم و كلمات مما أضفى على الكتابة عنفوانا أتى بضلاله على باقي قصص المجموعة القصصية

الصورة لقاء ثقافي نضم بالمدرسة العليا للاساتذة حول قراءة في المجموعة القصصية دلائل العجزوتضم الصورة من اليمين إلى اليسار الأساتذة مسكين ابتسام،مصطفى الغرافي،خالد البقالي و القاص أحمد المخلوفي بتنسيق الأستاذ الفهري

حظر هذا اللقاء مجموعة من القصاص و الروائيين و النقادوشريحة من الطلبة و التلاميذ

في النظرية السردية للدكتور عبد الرحيم جيران

صدر مؤخرا كتاب الأستاذ عبد الرحيم جيران "في النظرية السردية،رواية الحي اللاتيني،مقاربة جديدةْْ


كتاب يعيد النظر في العديد من الدراسات النقدية التي تناولت الحي اللاتيني رواية لكاتبها سهيل إدريس خاصة و أن هذه الرواية تعتبر تقليدا لتأسيس رؤية جديدة للإنسان والزمن و امتدادا لفكر التنوير الأروبي وهي في الآن ذاته معلم من معالم الرواية العربية الحديثة كما خصها بها الروائي الراحل نجيب محفوظ


وهو مل افرده الأستاذ عبد الرحيم جيران بالقول


ًفهي و المقصود رواية الحي اللاتيني تحمل في داخلها بدرة جنينية لما سيصير عنوانا للحداثة في مرحلة متقدمة من الزمن أو ما ستعتبره بعض النصوص دليلا على طليعتها،سواء استضمرت مفهوم الطليعة أم لم تستضمره


ليمثل بذلك كتاب في النظرية السردية إعادة اعتبار و احتفاء مناسبا لمقام رواية الحي اللاتيني بعدما اجحفت الدراسات النقدية السابقة في تناولها و اختزالها في إطار صراع ثنائية الشرق و الغرب


إن كتاب في النظرية السردية يقدم تصورا جديدا ينطلق في أولياته من ثلاث مرتكزات سنحاول تفصيلها


حدود المنهج و الرؤية


إن قراءة كتاب الأستاذ عبد الرحيم جيران ليجعلنا أمام منهج ليس فقط خاص بقراءة العمل الروائي الحي اللاتيني وإنما هو منهج لقراءة الكتاب في حد ذاته يطرح مقاربة النظرية و يبسطها اختزالا في خمسة فصول أساس إلا أنها رغم جزئيتها و انفصالها عن مجمل النظرية فإنها ترتبط بإرادة استعمال الموضوع مقاربة النظرية جديدة


إن التجديل الذي يطال المكونات الحقلية الصيغة و النواظم الرمزية و الحامل يطال مستويات طرح المقاربة فعلى الرغم من احتفائها بتناقض المفاهيم و تقابلها من قبيل


النظام الرمزي /النظام غير الرمزي


الحامل المركزي /الحامل الممثل


الانفتاح/الانكفاء


الوحدة/الكثرة


التفريغ/الإملاء


فإن النظرية في كليتها تقدم وحدة نظرية لا يمكن فظها او تجزيؤها فكأننا إدا ما حاولنا قراءة الرواية من مستوى السرد البراغماتي إلى مستوى السرد التأويلي فإنه نفس التظافر الذي يطال قراءتنا للكتاب من الفصل الأول إلى الفصل الخامس مما يجعل الكتاب عبارة عن وحدة متشاكلة و متداخلة و يتبين أن التصور الذي انطلقت من الدراسة لا يخلو من نماء التحقق و جدليته.


إن كتاب الأستاذ عبد الرحيم جيران يحفل بتوزيع متنامي يتخد فيه الأستاذ وضع الامتلاء باعتبار وحدة الموضوع


المفاهيم


حديثنا عن المفاهيم يتجسد أولا في مناسبتها للدلالة فإدا كان الأستاذ قد أشار أن الحامل في رواية الحي اللاتيني بالتناقض و بمناسبة الكلمة السردية له ووحدة البناء السردي العام فإنه بدوره استخدم مفاهيم اختيارها كان دالا على دلالتها ومن بينها


السيرة الذاتية ،لا نريد أن نعتبر السيرة الذاتية أصلا لأي جنس ادبي ،أو نوعا يندرج ضمنه ،كما هو الحال بالنسبة إلى عولدمان الذي يعدها بمثابة الشتلة التي تفرغت منها الرواية في الغرب و إنما نعدها جنسا خطابيا له خصوصيته المميزة


الصيرورة السردية هو ما تنتظم به الدلالة في النص السردي


النواة السردية هي نواة مركبة لا تقوم غلى ملفوظ سردي واحد ،بل على ملفوظين،يستدعي أحدهما الآخلر و يشترطه لتصير بدورها مضاعفة


التزمن أي أن ما يلحق أثر الزمن حدا من حدوده


الصيرورة السردية عبارة عن نواة سردية مضاعفة حيث تشكل كل نواة سردية تضمنا و تجاوزا لسابقتها و يتشارط علاقة إرادة الذات باستعمال الموضوع الخاص بالنواة الثانية


السرد التأويلي لا يحدث قطيعة مع السرد البراغماتي و إنما يحدث تغيير في بنيته ،بنقله من الولادة الفردانية إلى ولادة جماعية ناتج عن سرد تأويلي قوامه حلول المفاجئ محل المتوقع،يمرر الموضوع السردي من خلال نوعين السرد البراغمتي و التأويلي و لكل منهما مكوناته الحقلية الصيغية الخاصة به ،فالأول له علاقة بتصور الموضوع شكليا ،و الثاني بالمحتوى الذي يتلقاه شكل التصور الفارغ و بالتالي يكون الثاني مستوعبا من قبل الأول


الانبثاق الحاملي انبثاق تصويبي غايته تعديل التصور أو إعادة النظر فيه ،يتأسس التحميل على تنميط الذات المتنامية و معنى ذلك أن تنامي الذات تام وفق الانتقال من وضع إلى اخر


أما مفهوم الحامل فيتضمن دلالة مخالفة الذات الواقعية ،كائن متخيل ،هو الممكن،هو الحركة و هو الإسناد المتلاحم مع النص الروائي و بالطبع هو مؤشر الزمان و المكان فهذه الابغاد التي يتضمنها مفهوم الحامل دلالة دلالة على توظيفه دون توظيف الشخصية أو الفرد أو البطل أو غيرها من المفاهيم


كما أن الأستاذ يعطي قاموسا جديدا يشمل مفاهيم لها جدة في الوجود كمفهوم الإرثصورة أو إضافة مستوى اخر للتعريف غير التعريف بالخصائص و الوظيفة و العلاقة ألا هو التعريف بالسياق.كما أطر قراءتنا تجاوز الاستاذ لمفهوم التناص في معرض حديثه عن تخلل الأجناس التعبيرية المغايرة لرواية الحي اللاتيني و المماثلة لغمليى الإمتلاء الآيلة إليه


تداخل و تفاعل الحقول المعرفية في طرح النظرية


مما لا شك فيه أن النظرية المقدمة ذات أرضية سميائية إلا أن ذلك لم ينبن عن نفي المنهج التكويني و اللساني و البلاغي فقد حظرت اللسانيات في مستوى الحديث عن نحوية النواظم الرمزية و جعل النظام الرمزي منبثقا إما عن نحو محايد،أو نحو مركب أو نحو مشطر .كما أن البلاغة شكلت نواة الحديث عن العلاقة بين الكا بالجزء و بين الفرد و الجماعة و الحديث عن الكلمة السردية في علاقتها بالدلالة عبر ما يصطلح عليه بالمجاز المرسل الذي تم التفصيل في تمطهره في الرواية او عند الحديث عن استعارة الطبيعة باعتبارها توسطا رمزيا ثالثا كاستعارة الصدفة و عود القش و الماء فإدا ما حاولنا إعادة تسمية وضعيتي السارد فإنه يمكن الحديث عن توزيع صدفة بدل الامتلاء و توزيع الماء بدل المقاومة وهذا التعالق إن دل فإنما يدل عن توحد البلآغة بالنظرية المقدمة


و إجمالا فإن النظرية السردية يطرح علينا العديد من الأسئلة التي تدشن لمنهج جديد في مقاربة السرد و الذي يستحيل اختزاله في متابعة بسيطة و إنما هو رؤية جديدة للسرد نامل النهل من جدتها و جديتها




هذه الدراسة قدمتها بالمركز الثقافي الأندلس بمدينة مارتيل"
"وبنادي الأساتذة بمدينة الدارالبيضاء